امام على عليه السلام :
امام على عليه السلام :
الإمامُ عليٌّ عليه السلام ـ مِن كِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ ـ : إنّما يُستَدَلُّ علَى الصّالِحينَ بِما يُجري اللّه ُ لَهُم على ألسُنِ عِبادِهِ ، فلْيَكُن أحَبَّ الذَّخائرِ إلَيكَ ذَخيرَةُ العَمَلِ الصّالِحِ ، فاملِكْ هَواكَ ، وشُحَّ بِنَفسِكَ عَمّا لا يَحِلُّ لَكَ ؛ فإنَّ الشُّحَّ بِالنَّفسِ الإنصافُ مِنها فيما أحَبَّت أو كَرِهَت .
امام على عليه السلام
عنه عليه السلام ـ أيضا ـ : أنصِفِ اللّه َ وأنصِفِ النّاسَ مِن نَفِسكَ ، ومِن خاصَّةِ أهلِكَ ، ومَن لَكَ فيهِ هَوىً مِن رَعِيَّتِكَ ؛ فإنَّكَ إلّا تَفعَلْ تَظلِمْ .
امام على عليه السلام
عنه عليه السلام ـ أيضا ـ : وإيّاكَ والإعْجابَ بِنَفسِكَ ، والثِّقَةَ بما يُعجِبُكَ مِنها ، وحُبَّ الإطراءِ ؛ فإنّ ذلكَ مِن أوثَقِ فُرَصِ الشَّيطانِ في نَفسِهِ لِيَمحَقَ مايَكونُ مِن إحسانِ المُحسِنينَ .
امام على عليه السلام
الإمامُ عليٌّ عليه السلام ـ مِن كِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ ـ : وأشعِرْ قَلبَكَ الرَّحمَةَ لِلرَّعِيَّةِ،والمَحَبَّة لَهُم، واللُّطفَ بِهِم ، ولاتَكونَنَّ علَيهِم سَبُعا ضارِيا تَغتَنِمُ أكلَهُم ؛ فإنَّهُم صِنفانِ : إمّا أخٌ لَكَ في الدِّينِ ، أو نَظيرٌ لَكَ في الخَلقِ ، يَفرُطُ مِنهُمُ الزَّلَلُ ، وتَعرِضُ لَهُمُ العِلَلُ ، ويُؤتى على أيديهِم في العَمدِ والخَطأِ ، فأعطِهِم مِن عَفوِكَ وصَفحِكَ مِثلَ الّذي تُحِبُّ وتَرضى أن يُعطِيَكَ اللّه ُ مِن عَفوِهِ وصَفحِهِ ، فإنَّكَ فَوقَهُم ، وَوالِي الأمرِ علَيكَ فَوقَكَ ، واللّه ُ فَوقَ مَن وَلّاكَ !
امام على عليه السلام
الإمامُ عليٌّ عليه السلام ـ مِن كِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ ـ :ولْيَكُن أحَبَّ الاُمورِ إلَيكَ أوسَطُها في الحَقِّ ، وأعَمُّها في العَدِل ، وأجمَعُها لرِضا الرَّعِيَّةِ؛ فإنَّ سُخطَ العامَّةِ يُجحِفُ برِضا الخاصَّةِ ، وإنَّ سُخطَ الخاصَّةِ يُغتَفَرُ مَع رِضا العامَّةَ . ولَيسَ أحَدٌ مِن
الرَّعِيَّةِ أثقَلَ علَى الوالِي مَؤونَةً في الرَّخاء ، وأقَلَّ مَعونَةً لَهُ في البَلاءِ ، وأكرَهَ للإنصافِ ، وأسألَ بالإلحافِ ، وأقَلَّ شُكرا عِندَ الإعطاءِ ، وأبَطأ عُذرا عِندَ المَنعِ ، وأضعَفَ صَبرا عِندَ مُلِمّاتِ الدَّهرِ ، مِن أهلِ الخاصَّةِ . وإنّما عِمادُ الدِّينِ وجِماعُ المُسلمينَ والعُدَّةُ للأعداءِ : العامَّةُ مِن الاُمَّةِ ، فلْيَكُنْ صِغوُكَ لَهُم ، ومَيلُكَ مَعهُم .
امام على عليه السلام
الإمامُ عليٌّ عليه السلام ـ فيما كَتبَ للأشتَرِ لمَّا وَلّاهُ مِصرَ ـ : ثُمّ انظُرْ في اُمورِ عُمّالِكَ ، فاستَعمِلْهُمُ اختِبارا ، ولا تُوَلِّهِم مُحاباةً وأثَرَةً ؛ فإنَّهُما جِماعٌ مِن شُعَبِ الجَورِ والخِيانَةِ . وتَوَخَّ مِنهُم أهلَ التَّجرِبَةِ والحَياءِ مِن أهلِ البُيوتاتِ الصّالِحَةِ ، والقَدَمِ في الإسلامِ المُتَقَدِّمَةِ .
امام على عليه السلام
عنه عليه السلام ـ مِن كِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ ـ : ثُمّتَفَقَّدْ أعمالَهُم ، وابعَثِ العُيونَ
مِن أهلِ الصِّدقِ والوَفاءِ علَيهِم ، فإنَّ تَعاهُدَكَ في السِّرِّ لاُمورِهِم حَدوَةٌ لَهُم
على استِعمالِ الأمانَةِ ، والرِّفقِ بِالرَّعِيَّةِ .
وتَحَفَّظْ مِن الأعوانِ ، فإن أحَدٌ مِنهُم بَسَطَ يَدَهُ إلى خِيانَةٍ اجتَمَعَت بِها علَيهِ عِندَكَ أخبارُ عُيونِكَ ، اكتَفَيتَ بذلكَ شاهِدا ، فبَسَطتَ علَيهِ العُقوبَةَ في بَدَنِهِ ، وأخَذتَهُ بما أصابَ مِن عَمَلِهِ ، ثُمّ نَصَبتَهُ بمَقامِ المَذَلَّةِ ، ووَسَمتَهُ بِالخِيانَةِ ، وقَلَّدتَهُ عارَ التُّهَمَةِ .
امام على عليه السلام
الإمامُ عليٌّ عليه السلام ـ من كِتابِهِ للأشتَرِ لَمّا وَلّاهُ مِصرَ ـ : فلا تُطَوِّلَنَّ احتِجابَكَ عَن رَعِيَّتِكَ ، فإنَّ احتِجابَ الوُلاةِ عَن الرَّعِيَّةِ شُعبَةٌ مِن الضِّيقِ ، وقِلَّةُ عِلمٍ بالاُمورِ ، والاحتِجابُ مِنهُم يَقطَعُ عَنهُم عِلمَ ما احتَجَبوا دُونَهُ ، فيَصغُرُ عِندَهُمُ الكَبيرُ ، ويَعظُمُ الصَّغيرُ ، ويَقبُحُ الحَسَنُ ، ويَحسُنُ القَبيحُ ، ويُشابُ
الحَقُّ بِالباطِلِ ... .
امام على عليه السلام